طبعاً .. لن ننساهم

الشهداء الذين راحوا ضحية عدم الشعور بالمسؤولية
الشهداء الذين سقطوا فداء لإبداعهم والتزامهم ..
الشهداء الذين باعهم الآخرون بأبخس الأثمان ..
رحمهم الله وألهم أعلهم الصبر والسلوان

دورنا كمسرحيين ؟؟

كتبت وأخرجت مسرحية كشف الضو عن معنى لو وعرضت في سوريا 21 عرضا حضرها أكثر من 5000 شخص وفيها مشهد خصصته لهؤىء الرفاق والشهداء وخاصة الدكتور صالح سعد الذي تربطني به علاقة طيبة عندما كان في الامارات قبل استشهاده
والمشهد يقول :



مشهد 4

الممثل ب : ( بأداء مسرحي ) ممنوع إيقاد الشموع .. ألم تسمع الأمر الجديد .. وزارة الثقافة قننت السينوغرافيا ، وحددت حجم الديكور ونوعه ..( يدخل الممثل ع ) أستاذ .. شوف هالمشهد اللي عما نشتغل عليه بمسرح الجامعة ..( للممثل ج ) يالله بروفه ..

( يسرعان ويتخذان وضعية المشهد بسرعة ) من عند مسؤولاً ..

الممثل ج : ماذا لو كنت مسؤولاً ..

ب ـ مسؤولاً ؟؟ من السؤال أم من المسؤولية ..

ج ـ مسؤول يا بني آدم .. مسؤول .. يعني .. مسؤول ..

ب ـ طيب مسؤول .. فهمنا .. مسؤول عن ماذا ؟

ج ـ مسؤول وكفى ، عن أي شيء ..

ب ـ ( بحسرة ) آه لو كنت مسؤولاً .. حتى أن المسؤولية تليق بي .. تأخذ معنى آخر عندما تتماهى معي .. على فكرة المسؤولية حالة ، كينونة .. واقع .. قدر ..

ج ـ طيب ماذا لو كنت مسؤولاً ؟

ب ـ أكون مسؤولاً ..

ج ـ يعني .. ماذا تفعل ..

ب ـ أفعل ؟؟ أكون مسؤولاً

ج ـ فهمنا تكون مسؤولاً .. وبعدها

ب ـ ماذا بعدها .. فال الله ولا فالك .. المسؤول يبقى مسؤولاً ، مافي بعدها

ج ـ ( متسائلاً ) هكذا هي المسؤولية ؟

ب ـ طبعاً .. هل تذكر مقولة هملت عندما قرر بعد أن فكر واستخار واستفسر وصرخ بملء فيه أن تكون أو لا تكون ..

ج ـ ( يقلد هملت صارخاً ) أن تكون.. أو لا تكون ، تلك هي القضية

( وبسرعة ) ثم سقطت شمعة وامتدت منها النار إلى كل ناحية، ووجد الجميع أنفسهم محاصرين باللهب والدخان، فأخذوا يتدافعون بيأس نحو الباب الوحيد في القاعة، لكنه كان مغلقا من الخارج بإحكام .. من المسؤول ؟

ب ـ المخرج .. الممثلون . السينوغرافيا الورقية .. الشموع .. هم أشعلوا النار

ج ـ والجمهور يتدافع .. والأبواب مغلقة .. تحترق الآمال .. ويموت المحكومون بالأمل .. الناذرون أنفسهم للعطاء .. الميرغني ، الوسيمي ، مدحت أبو بكر ، حسن عبده ، المصيلحي ، أحمد عبد الحميد ، الفيومي ، صلاح حامد ، أميرة حسين ، سناء عطوة ، والدكتور صالح سعد صالح سعد الذي كان يجب أن يكون بيننا يشاركنا أفراحنا .. من المسؤول .. من المسؤول ؟؟

( يبكي )

( الجميع في لحظات حزن ، يقفون دقيقة صمت )

مشهد 5

المخرج : ( يكسر الصمت ) رحمة الله عليهم جميعاً .. ماباليد حيلة .. على كل ، هذا بيعطينا همة لنشتغل مسرح ونتابع اللي بدأوه ..

ممثل ج : شو الفائدة ، شو الفايدة ؟ ( ويعود لعمق المسرح حزيناً )

الممثلة : ( تحاول تغيير الحالة ) خلص يا جماعة تفاءلوا بالخير .. لسا في أمل ، لسا في مسرح

المخرج : يسلم تمك .. جواهر .. والله جواهر .. طبعا لسا في أمل في مسرح مادام في متلك بفكر هالتفكير .. مو متل بعض الجماعة ..

الممثلة : لو خليت خربت ..

المخرج : يا سلام .. لو خليت خربت .. شايفين هاللو كيف طالعة .. لو .. لو

الممثلة : مسرحيتنا كلها عن لو

المخرج : فعلاً .. كشف الضو عن معنى لو




وهكذا تعرف الجمهور على مأساة الشهداء المغمورين الذين نسيهم أقرب المقربين


شكراً لهذا الموقع الكريم الذي أفرد لهم حيزا .. أرجو أن يزوره المسرحيون الحقيقيون وكأننهم يزورونهم ويذكرونهم ويتابعوا ما بدأوه


أخوكم
محمد شيخ الزور
مدير المسرح القومي بحماة سوريا

مرحبا بك يا اخ محمد كعضو جديد فى منتدى مسرح الفيوم.
وبنشكرك على مجهودك العظيم وعلى بنك مهتم بشهداء مسرحنا هنا بمصر بالرغم من انك مش مصرى الا اننا فى النهايه ابناء للمسرح .
بشكرك لتانى مره ومستنى منك مجهود اكبر.

المشرف
...محمد حلمى...