روسيا تمنع مسرحية عن خطف الرهائن في موسكو
قُدم العرض الأول لمسرحيّة «بين يديك» نهار السبت 5 نيسان (أبريل)، على خشبة المسرح الروسي للفنون التمثيليّة في ماخاتشكالا، عاصمة داغستان، وهي دولة تنتمي إلى الاتحاد الفيديرالي الروسي، مثل جارتها تشيشينيا. أشارت مؤلفة المسرحيّة ناتاليا بيفلين إلى أن أياً من المسارح الروسية تجرأ على عرض «بين يديك» التي تتناول موضوع اختطاف الرهائن الذي جرت أحداثه في موسكو خلال عرض المسرحيّة الهزليّة «الشمال الشرقي». حتى اليوم، لم تُعرض مسرحيّة «بين يديك» إلا في إنكلترا حيث تقيم ناتاليا.
تدور الأحداث على المسرح وفي الصالة في آن واحد. يجلس الممثلون بين المشاهدين، في حين يتجوّل الإرهابيون بين صفوف المقاعد. تتعقّد الأمور عندما تتعرّف إحدى الانتحاريات على صحافيّة اسمها ناتاشا بين الرهائن، وكان أخوها المتوفى يهواها في شبابه. في النهاية، تقوم بالتضحية بنفسها لتحاول إنقاذها.
حضر رئيس داغستان، موخو ألييف، العرض الأول، ورئيس مجلس النواب موغمد سوليمانوف، إضافة إلى وزراء ومسؤولين إداريين. ولدى مراقبة وزير الداخلية في بداية العرض، يمكن القول إنه كان يستمتع بالمسرحيّة. وعندما اقتحم الصالة أشخاص يرتدون ثياباً عسكريّة وراحوا يطلقون الرصاص الفارغ، تحرك وراح ينظر في كل الاتجاهات. لكن عندما اقترب الممثلون لإلقاء التحيّة، لم يصفّق المدعوون الرفيعو الشأن، وبدلاً عن ذلك، نهضوا جميعهم واتجهوا نحو المخرج.
في اليوم التالي، أعلم مدير المسرح، «ريزفان أسدولاييف»، الممثلين أنه لن يكون هنالك عرض جديد للمسرحية، بسبب «مرض» ليوبا دانيلوفا، الممثلة التي تلعب الدور الرئيس. هكذا، سُمح لجمهور الأحد أن يشاهد المسرحية الهزلية «الزوج المرتبك»، بدلاً من مسرحية «بين يديك» وفي مكانها.
تقول ناتاليا بيفلين: «كنت أثرثر مع ليوبا عندما عرفت فجأة أنها مريضة جداً. إنه خبر مناف لعقل، لكنني كنت أتوقع حصول ذلك. لقد اضطررت إلى حضور العرض الأول، وكنت جالسة في صف الشخصيات المدعوة، ورأيت ملامح الاستياء ترتسم على وجوههم. لقد خيّبوا ظني. إذا ظن أحد أنه رأى تعاطفاً مع المتطرّفين، فهو لم يفهم شيئاً إذاً». إنها مقتنعة أن «السلطات المحليّة طبقت من دون أي شك مبدأ الاحتياط. لقد حاسبهم أحد من موسكو لأنهم سمحوا بعرض مسرحية مماثلة. أعرف جيداً هذا النوع من ردود الفعل. منذ بضع سنوات، ذهبت لأبرم عقوداً مع مسارح في موسكو، وراح ممثلون من الجيل القديم يقولون لي إنهم إذا ظهروا على المسرح، فإنهم يعرضون أنفسهم للنفي أو للموت رمياً بالرصاص».
بيعت كل بطاقات المسرحيّة منذ وقت طويل، وأثار إلغاؤها غضب الجمهور المكبوت. يقول ميرزا موساييف، تلميذ من ماخاتشاكالا سمحت له الفرصة بحضور العرض الأول للمسرحيّة، بلهجة ساخرة: «برأيي، لم يحب المسؤولون في السلطة كيف أن الخاطفين لم يتصرفوا كوحوش ومتعصبين. ويبدو أنه لم يعجبهم أيضاً سماعهم يصرخون «الله أكبر!» - داغستان دولة مسلمة بالأكثريّة، مثل تشيشينيا - بماذا عليهم أن يصرخوا برأيكم؟ يحيا البطل سبارتاك والمجد لروسيا؟».
وتقول تاتيانا كاربوفا، إنها مقتنعة تماماً أن وقف إعلان المسرحيّة صدر بـ «أمر من موسكو». وتضيف: «كان كل سكان ماخاتشكالا ينتظرون العرض الأول. لقد بثت المحطة التلفزيونية المحليّة الكثير من التقارير عن التمارين. لو أرادت سلطات داغستان حقاً أن تمنع مسرحية «بين يديك»، لفعلت ذلك منذ وقت طويل. أظن أن المشكلة كانت تكمن في أن الصالة كانت تعج بعملاء وكالة الاستخبارات الروسيّة (عملاء كانوا تابعين لاستخبارات الاتحاد السوفياتي السابق) ركزوا على العرض، وهم في طريقهم إلى الخارج، ذهبوا بالتأكيد ليقدموا تقاريرهم لرؤسائهم. وبتت الحكومة المسألة».