معهد الموسيقى العربية
يرجع إنشاء معهد الموسيقى العربية إلى عام 1914 في محاولة جادة لحفظ تراث الموسيقى العربية. وكان لمصطفى بك رضا الفضل في افتتاح أول ناد لعقد اجتماعات الموسيقى العربية، وفى هذا الوقت كانت الموسيقى العربية التي تعانى من عدم الاهتمام وهبوط مستواها لدرجة أدت إلى تدميرها. وفى الاجتماع العام سنة 1921 أهدت الحكومة المصرية قطعة من الأرض (محلها الآن ميدان رمسيس) وبعد عام كان قد تم افتتاح معهد الموسيقى العربية على يد الملك فؤاد الأول و كان اسمه حينئذ (المعهد الملكي للموسيقى العربية) ويعتبر هدف المعهد الأساسي هو النهوض بتراث الموسيقى العربية وتعليم النظريات والنوت الموسيقية العربية وأداء المؤلفات المختلفة لتراث الموسيقى العربية.
وفى عام 1932 تم عقد أول مؤتمر للموسيقى العربية واجتمع فيه الموسيقيون في العالم العربي بالإضافة إلى الموسيقى الشرقية وكان لعقد هذا الاجتماع المهم الفضل في الارتفاع بمستوى الموسيقى الشرقية. وتخرج من هذا المعهد أكثر الفنانين شهرة ومن بينهم موسيقيون مثل محمد عبد الوهاب ومؤلفون مثل عبد الحليم نويرة. وفى عام 2001 وإتباعا لتعليمات السيد الأستاذ وزير الثقافة كان المتحف قد سجل كأثر تاريخي وأصبح تابعاً للمركز الثقافي القومي (دار الأوبرا المصرية) وأخذ المركز الثقافي القومي على عاتقة عملية تجديد المبنى والذي استغرق العام ونصف العام تم من خلاله إصلاح الأثاث أو تبديله وتم إصلاح القوائم الخشبية وترميم الزخارف بعناية فائقة حتى تمت إعادة المبنى إلى شكله القديم المتألق مرة أخرى. وتم إدخال التكنولوجيا الحديثة إليه كنظام الصوت والإضاءة والتجهيزات الفنية الخاصة بخشبة المسرح وتم إنشاء مبنى ملحق للخدمات الإدارية ومكاتب للموظفين... الخ. أما بالنسبة للإنجاز الرئيسي فهو متحف محمد عبد الوهاب ومجموعة الآلات الموسيقية وتم تجديد مكتبة المعهد أيضاً أثناء عمليات الترميم.
ومعهد الموسيقى العربية يتفرع إلى الأقسام التالية:
مسرح معهد الموسيقى العربية:
أصبح مسرح معهد الموسيقى العربية ملائماً لعروض الموسيقى العربية الرئيسية بعد عملية التجديد وإضافة التقنية الحديثة عليه.
المكتبة الموسيقية:
تحوى المكتبة الموسيقية العديد من الكتب والمخطوطات النادرة المتعلقة بفن الموسيقى، وأيضاً تحوى على تسجيلات موسيقية للمغنيين والمؤلفين المصريين والعرب.
متحف محمد عبد الوهاب:
يتيح المتحف للزائر أن يأخذ نبذة عن حياة أكثر الفنانين المصريين المحبوبين. وهو مقسم إلى عدة قاعات.. واحدة منها تسمى (قاعة الذكريات) والتي تنقسم إلى جناحين: الجناح الأول يلقى الضوء على طفولة الفنان محمد عبد الوهاب ونشأته وخطواته الأولى إلى عالم الموسيقى العربية والسينما المصرية وعلاقته بالكتاب والفنانين والجوائز التي حصل عليها وتكريمه. أما الجناح الثاني فهو يحتوى على عدد من غرف الفنان الخاصة مثل غرفة نومه ومكتبه الخاص ومجموعة من قطع الأثاث المفضلة لديه وبعض المتعلقات الشخصية. أما قاعة السينما فهي تتضمن كل الأفلام التي قام محمد عبد الوهاب بالتمثيل فيها وللتركيز على وضوح الصور فهى تعرض على شاشات خاصة. أما قاعة السمع بصرية فهي تحتوى على أرشيف كامل لأعماله وأبعاده الفنية وعلاقته بالشخصيات العامة والملوك والرؤساء. ويمكن مشاهدة الفيلم بسهولة عن طريق نظام شاشة اللمس.
متحف الآلات الموسيقية:
يحتوى متحف الآلات الموسيقية على مجموعة من الآلات القديمة والتي تعتبر فريدة من نوعها. فقد تم العثور عليها في المتحف وتم تجديدها بعناية. وتخصص القاعات المختلفة للمتحف كل تبعاً لنوعية معينة من الآلات مثل الوتريات وآلات النفخ والإيقاع.. الخ. وتحتوى كل منها على شرح موجز عن الآلة والجهاز الذي يمكن من خلاله الاستماع إلى صوت الآلة. وتحتوى المجموعة على بعض من الآلات النادرة مثل البيانو بأصابعه الإضافية لكي يتم عزف مقطوعات شرقية عليه والتي تختلف مقاطعها عن الموسيقى الغربية. يوجد أيضاً آلة الكوتو اليابانية وآلة السيتار الهندية وآلة السانتور التركية. أيضاً بعض من هذه الآلات الفريدة والتي تم العثور عليها في المعهد تعرض الآن في قاعة المركز الثقافي القومي.