باريس (ا ف ب) - يستضيف مهرجان الكتابة والاخراج الذي ينظمه مسرح بانتا تياتر في مدينة كون الفرنسية في منطقة النورماندي نماذج من المسرح اللبناني الذي يشهد حركة انتاجية جيدة هذا الموسم رغم الواقع السياسي في هذا البلد.
وقال منظمو المهرجان الذي بدأ مطلع ايار/مايو/ سيختتم في الاول من الشهر المقبل بيوم عمل طويل تنظم فيه طاولة مستديرة حول الكتابة المسرحية في لبنان وتقدم فيه ثلاثة عروض مسرحية انجزت بهيكلية اولية.
ويرتكز المهرجان في مفهومه على محاولة اقامة ثلاث ورش عمل بين كاتب ومخرج مسرحي يعملون مع ممثلين فرنسيين. وتنجز كل دورة في عشرة ايام وتشكل مجالا مفتوحا للبحث والحرية في فضاء مسرح بانتا الذي اعتاد تنظيم مثل هذه الدورات.
وسيتعامل غي دي لا موت الذي يدير المسرح بمساعدة شريكة حياته كمخرج مع نص ومفاهيم اللبناني ايلي كرم عبر نص بعنوان "احك لي عن الحرب حتى احبك".
وهذا النص هو الاول باللغة الفرنسية الذي وضعه كرم بعد عمله المسرحي "شلاح الطربوش" الذي عرض اخيرا في بيروت على خشبة مسرح المدينة ولاقى اقبالا كبيرا.
اما المسرحي اللبناني روجيه عساف الحاضر في هذه التجربة غير المسبوقة فسيعمل مع الشابة سوسن ابو خالد التي تنتمي الى جيل مسرحي آخر وتعمل في التمثيل اساسا.
وسيهتمان بنص لها عنوانه "مقاطع" فيما تدور الورشة الثالثة بين الكاتبة والفنانة ايتيل عدنان حول نصها "مثل شجرة عيد الميلاد" وراجي سوراتي.
وفي "مقاطع" تتساءل سوسن ابو خالد "هل يمكن لنا ان نغذي بعد نوعا من الامل في هذه الارض الحافلة بالدماء؟" وذلك في حوارات مسرحية تراجيدية.
ويحدد نص ايلي كرم "احك لي عن الحرب كي احبك" يحدد الموقع والمسافة من الهوة الفاصلة بين الخطاب الذكوري والانثوي وكأن يوميات الحرب تفصل الى الابد بين الاجناس تفرقها الى الابد.
وهو يتحدث عن رجل يحاول ان يوجد كل يوم وامراة ترجوه بان يساعدها بان يقضي عليها ما يقود الى تبادل عنيف للكلام.
ويروي نص ايتيل عدنان "شجرة عيد الميلاد" حكاية كل هذا الموت من خلال قصة لبناني كان في زنزانة واحدة مع شخص غربي.
ثلاثة لقاءات حول ثلاثة نصوص يجمع بينها ولادتها المشتركة من حطام الانفس وركام عالم ينزف وحيث اختبر كل كاتب تجربة النص الذي يحكي الموت.
ويجمع بين النصوص الثلاثة ثابت واحد هو الكلام عن الموت والحرب وستكون موضوع ثلاثة لقاءات غير مسبوقة بين مخرجين وكتاب مسرح اختبر كل منهم تجربة بلد يحترق على طريقته.
هذه العينات الثلاثة من المسرح اللبناني تبرز الى اي حد وضمن اي هوامش يبحث هذا المسرح دائما عن افق جديد فيموت ويولد ويتحرك ويهمد ويؤجل الى الغد وباستمرار حلولا لا تأتي كانما في التأجيل حياته.
ومن المقرر ان يتم في نهاية الشهر بمشاركة خمسة ممثلين يقومون باداء الادوار الثلاثة تقديم العروض امام الجمهور بهدف الاضاءة على الكتابة المسرحية في لبنان.
ويقول المنظمون ان "الهدف من التجربة ليس تقديم عمل في فترة زمنية قصيرة وانما تقديم عمل درامي يقود الى عالم غريب مختلف ومجهول لكنه قائم في صلب التبادل الثقافي مع الشرق".