أقيم في الكويت علي مسرح الدسمة المهرجان المسرحي التاسع الذي يقيمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب برئاسة أمينه العام بدر الرفاعي وتديره كاملة العياد بحضور وزير الاعلام عبدالله المحيلبي، وقد كرم المهرجان في دورته هذه ثمانية من رواد المسرح الكويتي، وإثنين من رموز المسرح المصري هما سعيد خطاب وجلال الشرقاوي، وكان المهرجان قد كرم من قبل محمد توفيق وسميحة أيوب عام 2001، كما كرم سعد أردش في دورته السابعة عام 2004، وفي دورته الثامنة عام 2005 كرم أحمد عبدالحليم.
وقد بدأت دورات هذا المهرجان في احتفالية 27 مارس عام 1989 في يوم المسرح العالمي، وكانت هذه هي الخطوة الأولي نحو إقامة مهرجان للمسرح الكويتي، ومع غزو صدام للعراق عام 1990 توقف المهرجان لمدة تسعة أعوام، ليبدأ من جديد عام .1999
تميزت هذه الدورة التي أقيمت في ابريل بتواجد مصري مكثف من الفنانين والكتاب والنقاد والمخرجين المصريين الذين حضروا فعاليات المهرجان، فبجانب المكرمين خطاب والشرقاوي، تم دعوة أحمد عبدالحليم، عايدة عبدالعزيز، نجوي أبوالنجا، حلمي النمنم، محمد الروبي، عمرو دوارة، سهير عبدالفتاح ومن القناة الثقافية علي عيسي ومحمد عبده ومني صابر، وقد أدلي كل من الشرقاوي ويوسف شعبان بشهادتيهما ومشوارهما الفني، كما أشترك انتصار عبدالفتاح بعضوية لجنة التحكيم.
الاعلان عن مهرجان جديد
للمسرح العربي وهويته بوطنية
وفي برنامج إذاعي مشترك بين اذاعة الكويت وصوت العرب بمصر أشترك فيه مديرة المهرجان كاملة العياد والاعلامية الكبيرة نجوي أبوالنجا وكاتب المقال، أشترك في الحوار عبر الهاتف بدر الرفاعي رئيس المهرجان وأمين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الذي أعلن عن ندوة المهرجان للعام القادم بعنوان (المسرح العربي وهويته الوطنية) وقد اقترحت عليه بهذه المناسبة أثناء حوارنا في البرنامج وبمناسبة عنوان الندوة التي أقترحها أن يقيم مهرجانا مسرحيا عربيا يختص بتقديم التراث العربي ويحقق الهوية من خلال أعماله المسرحية، وذلك لمواجهة تحدي العولمة، وقد وعد الرجل بتحقيق ذلك، ليكون مهرجانا عربيا يهتم بالتراث العربي، ويكون في الوقت نفسه حائط صد في مواجهة هذا الحراك الذي يتخذ مسماه من العولمة.
وفاء وذكري وافتتاح
جاء افتتاح المهرجان وفاء لذكري رحيل رواد المسرح الكويتي بعرض صورهم مصاحبة بمقاطع شعرية ألقاها فنانو الكويت وفاء لذكري الراحلين.. وعلي أثر ذلك تم عرض مقاطع للمسرحيات المشاركة في مسابقة المهرجان علي شاشة السينما التي تنتصف أعلي خشبة المسرح. وبعد أن ألقت مديرة المهرجان كلمة الافتتاح صعد إلي خشبة المسرح وزير الاعلام عبدالله المحيلبي وبدر الرفاعي رئيس المهرجان ليتم تكريم سعيد خطاب وجلال الشرقاوي من مصر، وتكريم رواد المسرح الكويتي: مريم الصالح، وحياة الفهد، وابراهيم الصلال، وخالد العبيد، وجاسم النبهان، وعلي المفيدي، وعبدالله عبدالرسول ومحمد مرجان.
وقد جاء هذا التكريم تتويجا لمشوار طويل من الريادة والعطاء الفني الحافل بالإنجازات المسرحية الكبيرة.
سعيد خطاب
ذاع صيت سعيد خطاب عميدا مسئولا وملتزما ومحبا للعلم والابداع، مقدرا لكل مجهود علمي في الاتجاه الصحيح، وصارما في الوقت نفسه في مواجهة أي خلل يمكن أن يؤثر علي العملية التعليمية والابداعية، عميدا كان للمعهد العالي للفنون المسرحية في مصر في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات، وأول عميد للمعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت بداية السبعينيات وقد تربي علي يديه كثير من أبنائه الذين يقودون الحركة المسرحية الآن في مصر وفي الكويت وفي العالم العربي، ولم يكتف بقيادة وادارة المعاهد العلمية، وإنما خرج إلي العمل العام، فعمل مديرا لمؤسسة المسرح والموسيقا والفنون الشعبية، ومديرا للهيئة العامة للفنون والآداب، وقد ظل سعيد خطاب نموذجا للفنان الاداري المبدع الذي لايتكرر كثيرا، وهو وجه مشرف من وجوه الثقافة المصرية الذي استحق التقدير والتكريم في مهرجان الكويت المسرحي التاسع.
جلال الشرقاوي
أصيب الطفل جلال وهو في سن السابعة بمرض التيفويد، وكان مرضا خطيرا آنذاك، لم يكن له علاج. وشفاه الله منه، ولهذا أصبح له وضعية خاصة داخل الأسرة التي أحاطته بالرعاية الخاصة، وكان عليه أن يجلس فترة نقاهة لمدة عام آخر في البيت، وبذلك لم يستطع أن يدخل المدرسة، ولذا قامت أخته وكانت مدرسة في مدرسة حسن باشا طاهر الابتدائية بتدريس مباديء الحساب والقراءة والكتابة، ودخل المدرسة الإلزامية وكان عمره آنذاك تسع سنوات، وقد نجح في اختبار القبول ليلتحق مباشرة بالسنة الثانية.
دخل عالم المسرح منذ طفولته عن طريق أخيه حلمي طالب مدرسة الهندسة التطبيقية الذي كان هاويا للتمثيل ورئيسا للفريق وعضوا في فرقة فوزي الجزايرلي، وقد التحق حلمي بمعهد التمثيل، ولكنه لم يكمل دراسته به، اذ تخرج من مدرسة الهندسة وترك وراءه هواية التمثيل، ولكنه زرعها في وجدان أخيه الصغير جلال.
كانت هذه هي البداية، وبالاضافة إلي ذلك كان الحاج مصطفي حفني صاحب مسرح 'إيزيس' وصاحب مسرح 'برينتانيا' يسكن في المنزل المقابل لمنزل الصبي جلال الذي كان صديقا لابنه، فكان يذهبان معا إلي مسرح إيزيس يشهدا أسرار كواليسه ويشاهدا يوسف وهبي وفرقته، وفاطمة رشدي وأحمد الكحلاوي وعلي الكسار وفوزي الجزايرلي.
وفي المدرسة الحقه مدرس اللغة العربية بجماعة الخطابة وبفريق التمثيل، وفي مدرسة الخديوي أشترك في فريق التمثيل حتي أصبح رئيسا له، وفي عام 1950 وبعد حصوله علي التوجيهية تقدم لأختبار المعهد العالي للفنون المسرحية، ولكن زكي طليمات نصحه أن يدرس أولا بالجامعة التي قبل فيها، وهنا التحق بكلية العلوم جامعة فؤاد الأول (القاهرة)، واستكمل مشواره الفني ملتحقا بفريق التمثيل، وقد تخرج فيها عام 1954 ليلتحق علي الفور بالمعهد حيث كانت الدراسة مسائية، كما كان يدرس بمعهد التربية وعلم النفس في الصبأقيم في الكويت علي مسرح الدسمة المهرجان المسرحي التاسع الذي يقيمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب برئاسة أمينه العام بدر الرفاعي وتديره كاملة العياد بحضور وزير الاعلام عبدالله المحيلبي، وقد كرم المهرجان في دورته هذه ثمانية من رواد المسرح الكويتي، وإثنين من رموز المسرح المصري هما سعيد خطاب وجلال الشرقاوي، وكان المهرجان قد كرم من قبل محمد توفيق وسميحة أيوب عام 2001، كما كرم سعد أردش في دورته السابعة عام 2004، وفي دورته الثامنة عام 2005 كرم أحمد عبدالحليم.
وقد بدأت دورات هذا المهرجان في احتفالية 27 مارس عام 1989 في يوم المسرح العالمي، وكانت هذه هي الخطوة الأولي نحو إقامة مهرجان للمسرح الكويتي، ومع غزو صدام للعراق عام 1990 توقف المهرجان لمدة تسعة أعوام، ليبدأ من جديد عام .1999
تميزت هذه الدورة التي أقيمت في ابريل بتواجد مصري مكثف من الفنانين والكتاب والنقاد والمخرجين المصريين الذين حضروا فعاليات المهرجان، فبجانب المكرمين خطاب والشرقاوي، تم دعوة أحمد عبدالحليم، عايدة عبدالعزيز، نجوي أبوالنجا، حلمي النمنم، محمد الروبي، عمرو دوارة، سهير عبدالفتاح ومن القناة الثقافية علي عيسي ومحمد عبده ومني صابر، وقد أدلي كل من الشرقاوي ويوسف شعبان بشهادتيهما ومشوارهما الفني، كما أشترك انتصار عبدالفتاح بعضوية لجنة التحكيم.
الاعلان عن مهرجان جديد
للمسرح العربي وهويته بوطنية
وفي برنامج إذاعي مشترك بين اذاعة الكويت وصوت العرب بمصر أشترك فيه مديرة المهرجان كاملة العياد والاعلامية الكبيرة نجوي أبوالنجا وكاتب المقال، أشترك في الحوار عبر الهاتف بدر الرفاعي رئيس المهرجان وأمين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الذي أعلن عن ندوة المهرجان للعام القادم بعنوان (المسرح العربي وهويته الوطنية) وقد اقترحت عليه بهذه المناسبة أثناء حوارنا في البرنامج وبمناسبة عنوان الندوة التي أقترحها أن يقيم مهرجانا مسرحيا عربيا يختص بتقديم التراث العربي ويحقق الهوية من خلال أعماله المسرحية، وذلك لمواجهة تحدي العولمة، وقد وعد الرجل بتحقيق ذلك، ليكون مهرجانا عربيا يهتم بالتراث العربي، ويكون في الوقت نفسه حائط صد في مواجهة هذا الحراك الذي يتخذ مسماه من العولمة.
وفاء وذكري وافتتاح
جاء افتتاح المهرجان وفاء لذكري رحيل رواد المسرح الكويتي بعرض صورهم مصاحبة بمقاطع شعرية ألقاها فنانو الكويت وفاء لذكري الراحلين.. وعلي أثر ذلك تم عرض مقاطع للمسرحيات المشاركة في مسابقة المهرجان علي شاشة السينما التي تنتصف أعلي خشبة المسرح. وبعد أن ألقت مديرة المهرجان كلمة الافتتاح صعد إلي خشبة المسرح وزير الاعلام عبدالله المحيلبي وبدر الرفاعي رئيس المهرجان ليتم تكريم سعيد خطاب وجلال الشرقاوي من مصر، وتكريم رواد المسرح الكويتي: مريم الصالح، وحياة الفهد، وابراهيم الصلال، وخالد العبيد، وجاسم النبهان، وعلي المفيدي، وعبدالله عبدالرسول ومحمد مرجان.
وقد جاء هذا التكريم تتويجا لمشوار طويل من الريادة والعطاء الفني الحافل بالإنجازات المسرحية الكبيرة.
سعيد خطاب
ذاع صيت سعيد خطاب عميدا مسئولا وملتزما ومحبا للعلم والابداع، مقدرا لكل مجهود علمي في الاتجاه الصحيح، وصارما في الوقت نفسه في مواجهة أي خلل يمكن أن يؤثر علي العملية التعليمية والابداعية، عميدا كان للمعهد العالي للفنون المسرحية في مصر في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات، وأول عميد للمعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت بداية السبعينيات وقد تربي علي يديه كثير من أبنائه الذين يقودون الحركة المسرحية الآن في مصر وفي الكويت وفي العالم العربي، ولم يكتف بقيادة وادارة المعاهد العلمية، وإنما خرج إلي العمل العام، فعمل مديرا لمؤسسة المسرح والموسيقا والفنون الشعبية، ومديرا للهيئة العامة للفنون والآداب، وقد ظل سعيد خطاب نموذجا للفنان الاداري المبدع الذي لايتكرر كثيرا، وهو وجه مشرف من وجوه الثقافة المصرية الذي استحق التقدير والتكريم في مهرجان الكويت المسرحي التاسع.
جلال الشرقاوي
أصيب الطفل جلال وهو في سن السابعة بمرض التيفويد، وكان مرضا خطيرا آنذاك، لم يكن له علاج. وشفاه الله منه، ولهذا أصبح له وضعية خاصة داخل الأسرة التي أحاطته بالرعاية الخاصة، وكان عليه أن يجلس فترة نقاهة لمدة عام آخر في البيت، وبذلك لم يستطع أن يدخل المدرسة، ولذا قامت أخته وكانت مدرسة في مدرسة حسن باشا طاهر الابتدائية بتدريس مباديء الحساب والقراءة والكتابة، ودخل المدرسة الإلزامية وكان عمره آنذاك تسع سنوات، وقد نجح في اختبار القبول ليلتحق مباشرة بالسنة الثانية.
دخل عالم المسرح منذ طفولته عن طريق أخيه حلمي طالب مدرسة الهندسة التطبيقية الذي كان هاويا للتمثيل ورئيسا للفريق وعضوا في فرقة فوزي الجزايرلي، وقد التحق حلمي بمعهد التمثيل، ولكنه لم يكمل دراسته به، اذ تخرج من مدرسة الهندسة وترك وراءه هواية التمثيل، ولكنه زرعها في وجدان أخيه الصغير جلال.
كانت هذه هي البداية، وبالاضافة إلي ذلك كان الحاج مصطفي حفني صاحب مسرح 'إيزيس' وصاحب مسرح 'برينتانيا' يسكن في المنزل المقابل لمنزل الصبي جلال الذي كان صديقا لابنه، فكان يذهبان معا إلي مسرح إيزيس يشهدا أسرار كواليسه ويشاهدا يوسف وهبي وفرقته، وفاطمة رشدي وأحمد الكحلاوي وعلي الكسار وفوزي الجزايرلي.
وفي المدرسة الحقه مدرس اللغة العربية بجماعة الخطابة وبفريق التمثيل، وفي مدرسة الخديوي أشترك في فريق التمثيل حتي أصبح رئيسا له، وفي عام 1950 وبعد حصوله علي التوجيهية تقدم لأختبار المعهد العالي للفنون المسرحية، ولكن زكي طليمات نصحه أن يدرس أولا بالجامعة التي قبل فيها، وهنا التحق بكلية العلوم جامعة فؤاد الأول (القاهرة)، واستكمل مشواره الفني ملتحقا بفريق التمثيل، وقد تخرج فيها عام 1954 ليلتحق علي الفور بالمعهد حيث كانت الدراسة مسائية، كما كان يدرس بمعهد التربية وعلم النفس في الصباح للحصول علي دبلوم يؤهله للعمل مدرسا. وبعد عام حصل علي دبلوم التربية وعين مدرسا للعلوم بمدرسة النقراشي الثانوية النموذجية في الوقت الذي كان يواصل فيه دراسته بالمعهد.
وبعد تخرجه من المعهد أعلن المجلس الأعلي للفنون عن بعثات في فنون المسرح عام 1958، وقد تقدم الشرقاوي لبعثة الاخراج كما تقدم لبعثة التمثيل، وقد فاز بالمركز الأول في كلا الامتحانين، وكان عليه بذلك أن يتنازل عن إحداهما، فاختار بعثته في الاخراج، وسافر إلي الاتحاد السوفيتي، ولكنه غير بعثته إلي فرنسا ليدرس الاخراج المسرحي والسينمائي، وفي باريس تعلم أصول الفن الكلاسيكي علي يد ديني دينس، وكان قد درس علي يديه زكي طليمات ونبيل الألفي، وقد أتاحت له هذه الفرصة أن يتجاوز منهج ديني دينس الكلاسيكي، تلك الطريقة التي كانت تستخدم في الكوميدي فرانسيز، إلي طريقة أخري أكثر شعبية كانت تتبعها مدرسة جان فيلار متمثلة في المخرج والممثل العظيم جان لوي بارو، وبذلك تشكلت ثقافته ورؤيته الفنية للعالم.
ومنذ عام 63 حتي عام 67 كان جلال الشرقاوي يجرب أساليب مختلفة في مجال الاخراج المسرحي، ومنذ نكسة 1967 وقد وجد طريقه ومنهجه في المسرح السياسي.
لقد بدأ في هذا الاتجاه بمسرحية (آه ياليل ياقمر) حتي آخر أعماله (برهومه وكلاه البارومه)، وكان الشرقاوي أول مسرحي يغامر بهذا الاتجاه الجاد ليضعه علي خشبة مسرحه (الفن) في أنتاج خاص، وبالطبع قد تعرض لكثير من المشاكل مع الرقابة، وتعرض للهجوم من قبل الذين يرقصون علي حبال الانتهازية. إنه من أوائل المخرجين المسرحيين اللذين نادو بشعار المخرج مؤلف العرض المسرحي في تزامن مع كرم مطاوع في منتصف الستينيات من القرن الماضي.
إنه رجل مسرح حقيقي استحق أن يكرمه مهرجان الكويت المسرحي التاسع تتويجا لمشواره الفني وتاريخه الريادي في المسرح المصري والعربي، وقد آن الأوان أن يكرم مسرحنا رموزنا وروادنا الذين تسابق مهرجانات العالم العربي لتكريمهم هنا وهناك