مشعلو الحرائق ..عودة للمسرح العالمي

مسرح الشباب يتجه نحو الطريق الصحيح في البحث عن المواهب الحقيقة في كل مفردات العملية المسرحية. وهذا الاتجاه المصحوب بخلفية إدارية مثقفة. فثمة حالة من الوعي المؤكد في كل التجارب المسرحية التي يقدمها المسرح. وهذا الوعي فيه القدر الكبير من الجدية في الملامسة مع الواقع واثر هذه القضايا علي المجتمع المصري وعلاقته بالمجتمعات العالمية.
يقدم المسرح حالياً في قاعة يوسف إدريس بالمسرح الحديث مسرحية الكاتب العالمي "ماكس فريش" عن ترجمة للدكتور مصطفي ماهر "مشعلو الحرائق" والنص من النصوص الراسخة في المسرح العالمي وهنا إيجابية تحسب للمسرح في إعادة احياء المسرح العالمي والإيجابية الأخري تحسب للمخرج الشاب "سامح بسيوني" في جدية اختياره لنص شديد الأهمية.
والنص يعالج ماهية صلف السلطة واستغلالها ضد الضعفاء والفقراء والأهم من هذا التخفي وراء قناع الاستخدام السييء لهذه السلطة مما يبرز الصراع الأزلي في كل الطبقات والبيئات. هذا الصراع الطبقي الذي يمثل التيمة الإنسانية كعامل مشترك بين كل المجتمعات علي وجه البسيطة.
سامح بسيوني مخرج العرض قام بكثير من الاختزال في النص مما أهدر جزءاً كبيراً من المعني العام الذي يؤكد "سيميولوجية" التفسير للخطاب الدرامي والذي أحاله هذا الاختزال إلي التجريد فاصبح يتجه نحو المطلق والعام دون أن تدرك الخاص ودوافع من يشعلون الحرائق والسؤال من هم مشعلو الحرائق وما دوافعهم الموضوعية أو حتي الشكلية إن كان الدافع فريقاً أو غائما كما بدا في العرض.. "بيدر من" يعيش مع زوجته "بابيته" في بيته ومعهما الخادمة "أنه" فجأة يقتحم حياته "شميتس" بحجة الاحتماء من البرد وهطول الأمطار ويقص جزءاً من تاريخ حياته كمصارع قديم وانه تربي في ملجأ وعمله بالسيرك وطوال الوقت يحاول الزوج "بيدر من" أن يتأكد انه ليس من مشعلي الحرائق ولم تكن هناك ملامح بانه صاحب نفوذ أو انه يدوس القيم الاخلاقية في سبيل الحصول علي المال أو انه مدان كما يقول المخرج في كلمته.. بعد برهة يدخل بجراكن البنزين "ايزنرينج" علي انه رجل التأمين ونكتشف انه كان علي موعد مع "شميتس" وانهما من مشعلي الحرائق ليدب الهلع في قلب "بيدر من" الذي يعطيه الكبريت الذي سيشعل به الحريق في المنزل.
اهتم المخرج بظواهر الشخصيات علي حساب المعني العام وفك رموز وشفرات المسكوت عنه والذي غاب نتيجة الاختزال بلا وعي!!..
فيما عدا هذا نجح سامح بسيوني في اختيار النص كما نجح في اخيتار ممثليه ونجاحه ايضا في خلق حالة من الحيوية داخل القاعة والتحرك بمثلية داخل سينوغرافيا شديدة التميز والبساطة رسم ملامحها "د. محمود سامي" ووعيه في تصميم الملابس وألوانها وتناغمها مع طبيعة النص وحركة الممثل وحركة الاضاءة.
الممثلون: "رامي الطنباري" في شخصية بيدرمن كان فهمه لها متعاظما فحاول ابراز ملامحها وماهيتها بالحركة والتعبير رغم الاختزال الذي أخفي ما هو مهم في الشخصية و"يارا فاروق" في شخصية الزوجة ابرزت مراحلها المتباينة من تعاطف وخداع الزوج لها بأنه غير مدان و"أحمد أبوعميرة" في دور "شميتس" هذا الممثل سيكون له تواجد مسرحي فعال أداء مميز وحضور جيد وفيزكل مختلف أما وليد فواز ومروة يوسف يتميزان بنفس الجدية والحضور.. ولا ننسي كريم عرفة في التأليف الموسيقي سيكون له شأن كبير"!!"..
زوايا المنظور
** "وليد عوني" أصبح لغزا يحتاج إلي تفسير.. أصبح يسيطر علي كل المهرجانات ونحن نراه محدود الخيال والابداع.. في مصر من هم أفضل منه تماما من حيث الابداع والقيمة.
** موقف نبيل للدكتور أشرف زكي ادخال السرور علي قلب الكاتب اسامة أنور عكاشة وهو في فراش المرض حيث وافق علي ترشيح نقابة الممثلين له بجائزة مبارك للفنون!!..
** هذا وقد جاءنا البيان التالي حول انتقال الشيطان الي المسرح القومي فاحذروه!!..
** سألوني من هو الشيطان. قلت واحد في منف والآخر هناك من يعرفهما له جائزة كبري!!..
** الفنون الشعبية أفضل سفير.. يمثلنا في الخارج فحافظوا عليها في كل الجهات الانتاجية باعادة حياتها وتطويرها شكلا وموضوعا!!..