هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كيف يمكن للغة أن تمثل أداة للإكراه والعنف؟!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
waleed

waleed


عدد الرسائل : 708
العمر : 32
Localisation : انا زحمه و ربكه و شغل جنان .. نصي بيضحك و التاني زعلان .. انا شيء فلتان .. طيب شرير و جريء و جبان .. اوقات مشرق و اوقات بهتان .. و ساعات سليم .. و ساعات تعبان مفتري جدا و كمان غلبان .. انا م الاخر عفريت لابس بدله انسان
المذاج : كيف يمكن للغة أن تمثل أداة للإكراه والعنف؟! 2410
البلد : كيف يمكن للغة أن تمثل أداة للإكراه والعنف؟! Male_b15
my sms : لا تسال دموعي عن اوجاع الايام
تاريخ التسجيل : 28/10/2007

كيف يمكن للغة أن تمثل أداة للإكراه والعنف؟! Empty
مُساهمةموضوع: كيف يمكن للغة أن تمثل أداة للإكراه والعنف؟!   كيف يمكن للغة أن تمثل أداة للإكراه والعنف؟! Emptyالأربعاء أكتوبر 15, 2008 2:49 am

يثير موضوع البحث، الدراما بين الانسان ولغته، ظاهرة معاصرة لا سيما في الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، ولعل المسرح كان أبرز صور هذا الصراع لدرجة يمكن معها رصد مسرح ما قبل الحرب والمسرح الذي تلاه وفي الحالتين فان اللغة تتحول الي محكمة، حيث يمكن اتهامها باستغلال وتشكيل الواقع.. واحلال التعبير الآلي والمتحجر محل التفكير للناقد، وبانتهاك تلقائية الانسان وبتدمير أرديته، وقد علت بالفعل الاتجاهات التي تهتم باستبعاد الانسان وكونه ضحية من خلال التركيبات اللغوية اما الي عامل درامي مضاد يدمر الشخصيات أو يدفعها الي التوافق من خلال تركيباتها المعطاة مسبقا أو أنها تصور كسجن لا يمكن الهروب منه وهو الذي يقرر مصير الشخصية ويرسم حدود معالمها المتعلقة بالأخلاق والمفاهيم.
هذا هو موضوع كتاب العنف اللغوي في الدراما المعاصرة لمؤلفته جينيت آر، مالكين الذي ترجمــه الدكتور محمـــد السيد وراجعه الدكتور أمين حسين الرباط، وصدر حديثا عن مركز اللغات والترجمة، بأكاديمية الفنون.
تشير المؤلفة في المقدمة الي كتاب مسرح اللا معقول الصادر عام 1961 لـ مارتن ايلين باعتباره يتفق مع ويشد انتباهنا الي الحقيقة بأن اللغة عديمة القيمة والتافهة في مسرح اللامعقول تفترض وتكشف عن عدم كفاءة في التعبير وفجوة عميقة بين احتياج الانسان الي ما يقصده وعدم قدرة اللغة الآلية وغير الصادقة علي التعبير عن أزمات الواقع.
أما البعد عن اللغة و فشلها في التعبير فقد صوره مسرح اللامعقول حسب قول ايلين كتعبير عن الانعزال الاجتماعي والوجودي، وتري المؤلفة أن اخضاع الانسان من خلال اللغة وأنظمتها يعتبر أيضا عنصرا متضمنا في الحركة الفلسطينية اللغوية المعاصرة والمؤثرة، مع أن هذا الاخضاع ليس بالضرورة منتقدا ، وتستشهد بما يذهب اليه جوناثان كولر في دراسة عن الشعر التركيبي حيث يقول:
عندما يتم حرمان الموضوع الواعي من دوره كمصدر للمعني ـ وعندما يفسر المعني وفقا للنظم التقليدية، والتي تهرب من فهم الموضوع الواعي، فان النفس لا يمكن التعرف عليها بالوعي، فهي تتحلل لأن وظائفها تترك لمجموعة من النظم المتداولة بين الأشخاص التي تعمل من خلالها، والعلوم الانسانية التي تبدأ بجعل الانسان هدفا للمعرفة تجد في تقدمها أن أزمة الانسان تختفي تحت التحليل التركيبي .
والأمر علي هذا النحو يعني أن التركيبة في أشكالها المتنوعة قد حرمت بالتأكيد النفس العاملة من الارادة الحرة، وهكذا أعادت تأكيد السيطرة الحتمية لأنظمة العلامات ومن بينها تأثير اللغة علي الانسان وتنعكس وجهة النظر هذه لدي من يؤكدون علي هذا المعني في جل اختياراتهم.
وعبر الفصل الثاني الذي جاء تحت عنوان عذاب اللغة والذي تناولت عبره المؤلفة مسرحية كاسبار لبيتر هاندك، يبدأ تصديره بعبارة لهايدجر تقول ان اللغة وليس الانسان هي التي تتحدث، فالانسان يتحدث فقط الي الدرجة التي يتفق بها مع اللغة بمهارة .
ولعل المؤلفة تريد أن تلخص المسرحية الأولي الكاملة لهاندك عن اللغة والأساليب التي تشكل بها اللغة حياة الانسان، وقصة المسرحية تدور حول رجل صامت يتم خلقه وتدميره من خلال اكتسابه القهري للغة، وتطلق المؤلفة تسمية عذاب المؤلف علي المسرحية، وهي تسمية مأخوذة من فم المؤلف، حيث يري هاندك أن المسرحية تبين كيف يمكن جعل الشخص يتكلم من خلال الكلام، وهذا هو الحدث المركـــزي في المسرحية حيث البطل الصامت في صورة خاصة وهو المهرج، حيث يسمع طيلة الوقت أصواتا غير مفهـــــــومة فيتفاعل معها، وهذه الأصوات تجبره في النهاية علي أن يصبح مثل الكـلام نفسه، مرتبا ومركبا بشكل جيد، وبالطبع فانه اساءة استخدام للمصطلحات الدرامية، حيث علي الجمهور أن يدرك في الحال أنه سوف يشاهد حدثا علي خشبة المسرح فقط وليس في واقع آخر، ولن تتوافر لديه تجربة القصة ولكن سيشاهد حدثا مسرحيا، لأنه ليس هناك قصة سوف تحدث، ولم يكن الجمهور في موقف يسمح له بتخيل أن هناك نتيجة للقصة غير التي لديهم.
والأمر علي هذا النحو لا يختلف عن بريخت حيث يبذل المؤلف جهدا عظيما ليبعد الجمهور عن الحدث الذي يقع علي خشبة المسرح، ليواجه الجمهور بحدث خشبة المسرح، وفي النهاية يأمل في جعلنا مدركين أكثر حساسية، وأكثر وعيا من خلال الحدث، حيث يتحول الجمهور نفسه الي الحركة التي تصبح موضوع المسرحية، وهاندك علي هذا الجانب يهاجم تقاليد المسرح الوهمي وجمهوره الراضي عن نفسه، وهكذا يستمر التقليد المسرحي الرافض للكيفية التي تحمل بها اللغة في الوضع المسرحي التقليدي.
وقد كرر هاندك قوله: ان الهدف من مسرحياته ليس القيام بثورة ولكن الادراك فقط، وهو يعتقد دائما أن أدبه يمكن أن يؤثر في تغيرات الآخرين، وتحذر المؤلفة من عدم الوعي بخطورة خضوعنا لأشكال لغوية موروثة تتحكم في وعينا وتحدد أفكارنا ومشاعرنا وتحركنا، لذلك فان هاندك متورط في عملية نقد اللغة ويجعلنا أيضا منتقدين لموقفنا حيال اللغة ويوجهنا بعيدا عن خرافة الكلمة وهو جزء من الموقف المتشدد. المؤلف غريب في بلده النمسا، وقد علا صوت الشك في اللغة وأزمة الايمان بقوة اللغة ونزعتها الخيرية في هذا القرن وذلك من خلال العديد من الكتاب والفلاسفة النمساويين، ويعبر العمل اليائس لهوغو فون ـ حسب المؤلفة ـ في خطاب اللورد تشاندوس عن نفس الغثيان عند رؤية الكلمات.
وهكذا بدون التركيبات لا يمكن أن توجد لغة، أو مبادئ أخلاقية ولكن عندما تصبح التركيبات اللغوية غاية في حد ذاتها، وعندما تصبح تلقائية فهي تحصل علي حياة لذاتها ولم يعد الانسان حينئذ يخلقه النظام، فقط يخدمه، وعند المؤلف تصبح أسئلة الشكل أسئلة أخلاقية، وهدفه الكشف عن تلك الأشكال بالسماح للغة بالكشف عن شخصيتها الاستبدادية.
وهكذا فان اللغة تمثل العقل الجماعي، الذي له تأثير محبط وجامد علي التطور، ولذلك كان المؤلف يري في اللغة ـ ليس فقط الجمود والاتجاهات الأوتوقراطية ـ ولكن القوة في التلاعب بالفرد، ويرفض المؤلف المفهوم الانساني للغة كقيمة ثقافية، ويصر علي أننا في حاجة الي اعادة التفكير في وسائل تفكيرنا، لكي نخترق اللغة الماكرة ونوضح كيف أن الأشياء يمكن أن تشوه من خلال اللغة التي تتطور وتعمل للكشف عن التوافق أو التنافر الاجتماعي ويتم تقديم اللغة وكأنها تمتلك ارادة خاصة بها، خارج سيطرة الفرد.
أما الفصل الثالث الذي جاء تحت عنوان الاسكات بواسطة اللغة أو السيطرة اللغوية والخضوع اللغوي فيناقش عودة اللغة الي مصدرها السماعي، وهو الأمر الذي يستدعي التوجه نحو أشكال مبسطة للغة كما يتم استخدامها في السياق الاجتماعي، وعلي غرار هاندك يذهب بعض المسرحيين، الي أن اللغة ذات دور يلعب في موقف الخصم الـــدرامي، حيث يتم اعتبارها قرينة القوة والعدوان والبحث عن الضحايا ومع ذلك فان الأساليب تختلــف، ففي هذا الشكل من المسرح يتم التعـــبير عن اللغة في شخصية جسدية تصبح وسيلة لعدوان اللغة، وتهتم كل هذه المسرحيات بشكل واضح بهذا العدوان اللغوي وبقوتها في تدمير الشخصية ومحو الفردية وحتي التشويه والقتل، وعلاوة علي ذلك فان الاعتداء اللغوي يتم التعرف عليه علي الأقل بشكل غير مباشر وأحيانا بشكل مباشر كشيء واحد مع تركيبات القوة السياسية والأيديولوجية، وتناقش المؤلفة بتوسع في هذا الفصل مسرحيات: الدرس ليوجين يونيسكو، حفلة عيد الميلاد والأقزام لهارولد بنتر، و حفلة الحديقة والمذكرة لفاتسلاف هافيل.
وتميز المؤلفة بين اللغة منخفضة القيمة والتافهة وتلميحاتها الفلسفية، واللغة باعتبارها المكون الأوحد للغة المجاز الشعرية متعددة الأبعاد، وتبدو اللغة عند استخدامها في وضعها المنخفض بلا قيمة ومتحللة ومفككة وتافهة وغير كافية وأخيرا تتضمن عجزا من الكفـــاءة وانحرافا عن المعني، وتري المؤلفة ان اللغــــة في هذه المسرحيات لا تفشل في الحوار لأنها في الواقع تقوم بتوصيل المعني عبر قوة اللغة، وهو ما يعني أن الوسائل اللغوية المذكـــورة تأخذ معنـــي مختلفا، أنها تصبح اكثر الأشكال سيطرة بشــــكل ملموس من خلال الصورة الشعائرية واستخـــــدام الكلاشيهات والرطانة كأشكال للاكراه والعنف.
وفي الفصل الرابع الذي جاء تحت عنوان اللغة كسجن تتناول المؤلفة مدرسة الواقعية الجديدة في المسرح النمساوي والألماني وهل المدرسة التي يمثلها من الكتاب مارتن سبر و ريزفاسبيذر و جوشين زيم و هارولد سومر و بيتي تورين وجميعهم كانوا يتناولون في أعمالهم المحرومين من المزايا الاجتماعية موضحين عجزهم واضطهادهم من خلال عجزهم عن الافصاح اللغوي وفضلوا في خطابهم احدي اللهجات الألمانية علي الفحص، وأكدوا علي لغة شخصياتهم المحدودة والمبتذلة باعتبارها جماعة اجتماعية هامشية تعيش خارج المجتمع الألماني الصناعي، وبعيدا عن الرفاهية الاقتصادية الأساسية، وعلي حساب اللغة يأتي الموقف الاجتماعي ليشكل الاهتمام الأكبر والبؤرة الصراعية للمناخ العام الذي يعيد اخراج الواقع ويحول الجمهور الي شاهد علي لغته المخنوقة، ليصبح فقر الشخصيات وفراغها الأخلاقي واضحا جدا.
أما الفصل الخامس والأخير الذي جاء تحت عنوان الصراع مع اللغة: رأسا برأس فيناقش مسرحية ادوار البي من يخاف فرجينيا وولف؟ ومسرحية سام شيبارد أسنان الجريمة باعتبارهما مثالين للمسرحيات التي تستخدم فيها اللغة بين اثنين من المقاتلين كوسيلة وكسلاح، حيث تمثل اللـــــغة قوة تدمير وقوة ابداع في نفس الوقـــــت، ويأتي تطور العلاقات داخل العمــــل الفني في اطار اللغة وسيطرتها من خلال الاستعارة والصورة المسرحية والشجاعة الجسدية التي تدفع المـــؤلف الي درجة أعلي من الوعي بالكلمات لذلك فان نظام الاتصال يعتمد بدرجة كبيرة علي الخيال اللغوي والرغبة في السيطرة من خلال الاستغلال الأمثل للرطانة والتعبيرات الثقافية الشعبية.
وهذه التصورات بشكل عام عن المدارس المسرحية التي بدأت مـــع هاندك عام 1902 تحتاج الي مشاركة الجمهـــــور النشطة من فهم الأنظمة التي تحــــــدده بدرجة لا تقل عن الشخصيات التي تقــــــف علي خشبة المسرح، واذا استطاعت قوة اللغة أن تدمر فلا بد أن يساهم الجمهور في تلك المتعة المؤلمة.
[القدس]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كيف يمكن للغة أن تمثل أداة للإكراه والعنف؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الاقسام الاساسية :: قضايا ثقافية-
انتقل الى: