الأسطورة (أوديب ملكا") لسوفكليس......

كان لايوس بن لبدكوس ملكا على مدينة ثيبه , فأنذره وحي الآلهة بأنه سيقتل بيد ابن يولد له .
وما هي الا أن ولد صبي فأمر بطرحه في العراء على جبال يسمى كيتيرون .
ولكن الراعي الذي أمره لايوس بذلك أشفق على الصبي فأسلمه الى رعاة بوليبوس ملك كورنثه .
وهؤلاء أسلموه الى مولاهم فرباه حتى شب .
ثم أخذ الفتى يسمع تعريضا بمولده فخرج يستشير الآلهة , فأوحوا اليه
أنه عاد الى وطنه فسيقتل آباه وسيتزوج أمه .
فغادر الفتى مدينة كورنثه وذهب الى مدينة ثيبه , والتقى في طريقه برجل في بعض حرسه
فحدث بينهم وبين الرجل شجارا حول أولوية المرور فقتل أوديب ذلك الرجل الذي هو لايوس أبوه .
ومضى اوديب في طريقه حتى وصل الى مدينة ثيبه واذا بحيوان كبيرمهلك على صخرة
يلقي على كل من يمر به لغزا فان لم يحله يفترسه ويقتله .
عرف أهل ثيبه موت ملكهم لايوس في طريقه ولم يعرفوا قاتله
زكان الهلع قد ملأ قلوبهم لمكان هذا الحيوان من مدينتهم وسوء أثره فيهم , فأعلن
كريون الوصي على الملك في المدينة أن من يستطع أن يخلص المدينة
من هذا البلاء فله عرشها وله أن يتزوج الملكة .
فلما أقبل الفتى ألقى عليه الحيوان لغزه فحله ومات الحيوان صريعا , وآل ملك ثيبه
الى هذا الفتى أوديبوس وتزوج الملكة التي هي في الحقيقة أم أوديبوس وولد منها أبناء .
ثم ظهر وباء في المدينة واشتد خطره على أهلها , فأرسل الملك يستشير الآلهة , فأوحى
الآلهة أن هذا الوباء لن يرفع عن المدينة حتى يعاقب قاتل الملك عدو للشعب
فلا ينبغي ايواؤه ولا الستر عليه .
ثم استكشف أنه هو قاتل الملك , وأنه قد تزوج أمه , وأن ابناءه هم في نفس الوقت اخوته لأمه
فأقتص من نفسه وفقأ عينيه بيده ونفى نفسه من المدينة , وقتلت أمه نفسها خنقا ....