قضايا المرأة وإبداعاتها علي المسرح

في ندوة بعنوان المرأة والمسرح أقامها المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية واستضافتها مكتبة القاهرة الكبري, دار نقاش حاد حول الاعتراف بوجود المسرح النسائي, وهل استخدام المصطلح يؤكد قوة حركة الإبداع النسائية أم يحط من قدر المرأة المبدعة ويفصلها عن اطار المنافسة مع الرجل, وكأنها غير ناضجة بعد لأن تقف معه علي قدم المساواة؟!.. أدارت الندوة الناقدة عبلة الرويني وتحدث فيها كل من الناقد الدكتور رفيق الصبان والمخرجة عبير علي والكاتبة المسرحية الشابة رشا عبدالمنعم...

وذلك ضمن اطار تحضير المركز القومي للمسرح لإنشاء أول مجلة الكترونية يستطيع متصفح شبكة الانترنت أن يدخل اليها في أي وقت ويتابع قضايا المسرح وعروضه ومعلومات تاريخية موثقة عنه... في بداية الندوة أعلن الدكتور رفيق الصبان رفضه استخدام تعبير المسرح النسوي أو النسائي ودلل علي رأيه بأن أكثر الكتاب الذين تحدثوا عن مشاكل المرأة ومواجهتها لسلطة الرجل أو قهره في كثير من الأحيان هو أبسن صاحب بيت الدمية وكذلك سترد برج وكلاهما رجل.. وشرح الدكتور رفيق الأمر بأنه لم يكن مسموحا للمرأة في الماضي أن تقف علي خشبة المسرح ـ وحتي في أعمال شيكسبير كان الغلمان يؤدون أدوار الليدي ما كبث أو أوفيليا أو غيرهما من شخصيات شيكسبير النسائية ـ ولعل هذا في رأي الدكتور رفيق هو ما دفع شيكسبير إلي الاهتمام أكثر بأبطال أعماله من الذكور لمزيد من التصديق عند عرض أعماله علي المسرح.. وأضاف أن أول فنانة عربية تقف علي خشبة المسرح هي منيرة المهدية وتلتها فاطمة رشدي التي تتلمذت علي يد الأستاذ عزيز عيد, ولم تكتف بالتمثيل والإخراج بل لعبت أدوار الرجال مثل قيس وانطونيو فكأنها ترد بطريقتها علي التهكم علي دور المرأة في المسرح.

وأوضحت المخرجة عبير علي أن هناك مسرحا نسائيا تصنعه مبدعات نساء, وآخر يهتم بقضايا المرأة وهذا النوع الأخير قد تكتبه امرأة أو يكتبه رجل.. ودللت علي رأيها بأنه عندما يصنع السود مسرحا لهم فهو بالتأكيد يعبر عن ثقافتهم وهمومهم ومشاكلهم.. وعندما يكون هناك مسرح اسلامي فهو يحمل القيم والأيديولوجيات الإسلامية, وكذلك علينا الاعتراف بوجود المسرح النسائي سواء قبلناه أو رفضناه, وتحدثت عبير عن تجربة مهرجان المخرجة الذي أقامته هيئة قصور الثقافة وقدم عشرة أعمال لمخرجات واعدات.

وبدورها تحدثت رشا عبدالمنعم عن المشاكل التي تواجهها المرأة الكاتبة ومنها الاتهام بأنها تكتب سيرة ذاتية, وتأويل ما تبدعه علي أنه شخصي.. أو اتهام النقد الذي ينصف المرأة بأنه مكتوب علي سبيل التعاطف أو التشجيع, وأكدت أنها كانت حريصة من البداية علي التنويع ولا تكون كل كتاباتها في اطار المرأة فقط وكان ذلك واضحا في مختلف اعمالها من مسرحية الأطفال خاتم الملك مرورا بعرض عصري شرطا يكون مصري وسهراية وحكاوي الحرملك وحالة طوارئ وأخيرا ولد وبنت وحاجات.